هل تعتقدون ان هنالك شيئ يقربك الى الله غير الصلاة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
أيها الأخوة الكرام: يقول الله عز وجل:
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)﴾
(سورة العنكبوت)
أساس حياة المسلم الوازع الداخلي، وأساس حياة غير المسلم الرادع الخارجي، وفرق كبير بين أن يكون الوازع محركاً، وبين أن يكون الرادع قامعاً، فالإسلام أساسه هذا النهي الذاتي عن الفحشاء والمنكر، ويقول الله عز وجل:
﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)﴾
(سورة العنكبوت)
قال بعض العلماء: ذكر الله أكبر ما في الصلاة، وقال بعضهم الآخر: ذكر الله لك أيها المصلي أكبر من ذكرك له، تذكره شاكراً، و تذكره مقبلاً، أما هو إذا ذكرك ملأ قلبك سعادة، وإذا ذكرك ملأ قلبك طمأنينة ورضاً ونوراً، فالنتائج التي يكسبها الإنسان من صلاته تفوق حد الخيال إذا صحّت صلاته ! لذلك ورد في الأثر القدسي:
ليس كل مصلٍ يصلي، إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، وكف شهواته عن محارمي، ولم يصر على معصيتي، وأطعم الجائع، وكسا العريان، ورحم المصاب، وآوى الغريب، كل ذلك لي، وعزتي و جلالي إن نور وجهه لأضوء عندي من نور الشمس على أن أجعل الجهالة له حلماً، والظلمة نوراً، يدعوني فألبيه، ويسألني فأعطيه، ويقسم عليّ فأبرّه، أكلأه بقربي، واستحلفه بملائكتي، مثله عندي كمثل الفردوس لا يمس ثمرها، ولا يتغير حالها.
الله عز وجل يقول:
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19)﴾
(سورة المعارج)
هذا ضعف في أصل خلقه، هكذا خلقه الله عز وجل، ضعفٌ خلقي، تعريف الهلوع
﴿ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21)﴾